تباطؤ النمو في الولايات المتحدة يُسلط الضوء على مؤشر أسعار المستهلك مع تراجع زوج EURUSD

تسببت بيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة، وتباطؤ سوق العمل، والجدل السياسي في زيادة المخاطر بشأن قراءة التضخم لشهر أكتوبر. لقد أدى إغلاق الحكومة الأميركية إلى تجميد أجزاء من الإنفاق الفيدرالي وأثار مشكلات جديدة في الأسواق، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لصدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في 15 أكتوبر. وقد حافظ زوج اليورو/الدولار على التداول قرب 1.174، متماسكًا بين تباطؤ الاقتصاد الأميركي واستقرار أوروبا الحذر.

تُظهر البيانات الأخيرة مشاكل في زخم الاقتصاد الأميركي؛ إذ انخفضت مؤشرات مديري المشتريات للتصنيع والخدمات (ISM) أقرب نحو الانكماش، بينما استمرت طلبات إعانة البطالة في الارتفاع، مما يشير إلى سوق عمل أضعف. وتستقر عوائد سندات الخزانة قرب 4.1%، فيما يتزايد تساؤل المتداولين عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي يستطيع الحفاظ على موقفه "الأعلى لفترة أطول".

في المقابل، أبقى البنك المركزي الأوروبي على سياسته مستقرة، مؤكدًا أن التضخم يقترب من المستوى المستهدف. ومع عدم توقع خفض وشيك لأسعار الفائدة في منطقة اليورو، فإن الاتجاه القريب لزوج اليورو/الدولار سيعتمد إلى حد كبير على البيانات الأميركية والتطورات السياسية.

يحمل إصدار مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع المقبل وزنًا كبيرًا. إذ يمكن لقراءة أعلى أن تعيد الرهانات على تشديد ممتد من الفيدرالي وتدفع اليورو/الدولار دون مستوى 1.165، بينما ستعزز قراءة أضعف التوقعات بخفض مبكر لأسعار الفائدة وتعيد الزوج نحو 1.19 أو حتى 1.20.

حتى ذلك الحين، عليك توقع تقلبات قصيرة الأجل مرتبطة بعناوين تمويل الحكومة وتذبذبات عوائد السندات. إن مزيج البيانات الأميركية الضعيفة وعدم اليقين السياسي جعل اليورو/الدولار أحد أكثر أزواج العملات حساسية مع دخولنا منتصف أكتوبر.

التحليل الفني لليورو/الدولار على المدى الطويل، أكتوبر 2025

اعتبارًا من 5 أكتوبر 2025، يتداول زوج اليورو/الدولار قرب 1.174 – وهي فترة من التماسك بعد موجة صعود قوية في وقت سابق من العام. وهنا لدينا عوامل تؤثر بشدة في حركة الأسعار:

• السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي: لقد أدت تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة إلى إدخال نزعة هبوطية على الدولار الأميركي. إن موقف الفيدرالي المائل إلى التيسير، إلى جانب المخاوف بشأن العجز المالي وعدم الاستقرار السياسي، قد أدى إلى تراجع قيمة الدولار بحوالي 10% منذ بداية العام.
• استقرار اقتصاد منطقة اليورو: لقد حافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) على نهج سياسي مستقر، مع اقتراب التضخم من المستويات المستهدفة وعدم وجود خطط فورية لخفض أسعار الفائدة. وقد وفر هذا الاستقرار دعمًا لليورو.
• إغلاق الحكومة الأميركية: لقد أضاف الإغلاق الجزئي المستمر للحكومة حالة من عدم اليقين إلى التوقعات الاقتصادية الأميركية، مما زاد من الضغط على الدولار.

المؤشرات الفنية ونماذج الرسوم البيانية لليورو/الدولار

مستويات المقاومة: يواجه زوج اليورو/الدولار مقاومة قوية حول مستوى 1.1917، مع وجود حاجز نفسي رئيسي عند 1.2000. إن اختراقًا مستدامًا أعلى هذه المستويات قد يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي.

مستويات الدعم: على الجانب الهبوطي، يُلاحظ الدعم قرب 1.1644، مع مستوى حرج عند 1.1390. إن الكسر دون 1.1390 قد يشير إلى انعكاس محتمل للاتجاه الصاعد الحالي.

المتوسطات المتحركة: يوجد المتوسط المتحرك الأسي لـ 55 يومًا (EMA) حاليًا عند 1.1670، ويعمل كدعم ديناميكي. إن الحركة المستدامة دون هذا المستوى قد تشير إلى ضعف الزخم الصعودي.

تباعد مؤشر MACD: يُظهر MACD اليومي تباعدًا هبوطيًا، مما يشير إلى أن الزخم الصاعد قد يفقد قوته.

من المتوقع أن يتداول اليورو/الدولار ضمن نطاق 1.1644 إلى 1.1917 على المدى القريب. قد يؤدي الاختراق أعلى 1.1917 إلى اختبار مستوى 1.2000، بينما قد يفتح الانخفاض دون 1.1644 المجال للتحرك نحو 1.1390.

يتوقع المحللون تقديرًا تدريجيًا لليورو مقابل الدولار، مع ترجيح وصوله إلى نحو 1.19 بحلول نهاية عام 2025.

وإذا نظرنا إلى المدى الأبعد، تشير بعض التوقعات إلى إمكانية وصول زوج اليورو/الدولار إلى 1.22 بحلول مارس 2026، مدفوعًا باستمرار الاعتدال في الاقتصاد الأميركي واستقرار سياسة البنك المركزي الأوروبي.

الخلاصة لليورو/الدولار

يمر زوج اليورو/الدولار حاليًا بمرحلة من التماسك، متوازنًا بين الزخم الصعودي والمقاومات الفنية. ينبغي مراقبة المستويات الرئيسية عند 1.1644 و1.1917 و1.2000 للحصول على إشارات محتملة على اختراق أو انعكاس. كما أن متابعة البيانات الاقتصادية الأميركية، وقرارات سياسة الاحتياطي الفيدرالي، والأخبار الجيوسياسية ستكون ضرورية لفهم الاتجاه طويل المدى لليورو/الدولار.