أسعار النفط تبقى ضعيفة بعد موافقة أوبك+ على زيادة متواضعة في الإنتاج

أنهت أسعار النفط الأسبوع على أرضية هشة بعد أن وافقت أوبك+ على زيادة متواضعة في الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً، ما يشير إلى ثقة حذرة في توازن العرض والطلب، لكنه ترك الأسواق متشككة بشأن تعافي الأسعار بسرعة.

استقر خام برنت قرب 65 دولاراً للبرميل، بينما تداول خام غرب تكساس قرب 61 دولاراً، وكلاهما يكافح للتعافي من خسائر الأسبوع الماضي الحادة. يشير قرار التحالف، الذي أُعلن يوم الأحد في فيينا، إلى أن أوبك+ تحاول التراجع عن التخفيضات السابقة دون دفع الأسعار إلى هبوط أعمق.

سيبدأ تنفيذ التعديل الجديد في نوفمبر، كجزء من خطة المجموعة للتراجع التدريجي عن 1.65 مليون برميل يومياً من التخفيضات الطوعية التي طُبقت خلال 2023–2024. ومع ذلك، يرى المتداولون هذه الخطوة كإشارة حذرة أكثر من كونها عرضاً للقوة.

ومع ارتفاع المخزونات العالمية وبقاء مؤشرات الطلب ضعيفة، كانت الزيادة المتواضعة أقل مما كان يخشاه البعض، لكنها ما زالت كافية لمنع الأسعار من تحقيق انتعاش ملموس.

ارتفعت العقود الآجلة للنفط في البداية بسبب الارتياح من أن أوبك+ تجنبت زيادة أكبر في الإنتاج، لكن المكاسب تلاشت سريعاً مع عودة التركيز إلى ضعف الطلب وفائض الإمدادات المرتقب.

العرض ما زال يفوق الطلب

وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، لا يزال سوق النفط يعاني من فائض يقارب 1.2 مليون برميل يومياً. ومن المرجح أن تضيف الزيادة الجديدة من أوبك+ إلى هذا الفائض، خاصة مع ضعف تشغيل المصافي في آسيا وتراجع الطلب على الوقود في أوروبا.

• واردات الصين من الخام تراجعت مجدداً في سبتمبر مع خفض المصافي للإنتاج.
• استغلال المصافي الأميركية يتراجع خلال أعمال الصيانة الموسمية، مما يقلل استهلاك الخام على المدى القصير.
• الطلب الأوروبي على الديزل يبقى ضعيفاً وسط تباطؤ النشاط الصناعي وحركة الشحن.

تشير هذه الاتجاهات إلى أن تفاؤل أوبك+ الحذر قد يكون سابقاً لأوانه.

كشف اجتماع الأحد مرة أخرى عن الانقسامات الداخلية في التحالف. إذ تواصل السعودية الدفع نحو استقرار الأسعار فوق 75–80 دولاراً لدعم توازنها المالي. بينما تفضل روسيا والعراق زيادة الإنتاج لتأمين الإيرادات والتمويل المحلي. أما الإمارات والكويت فيضغطان بهدوء لزيادة صادراتهما.

وتبدو الزيادة المتفق عليها بمقدار 137 ألف برميل يومياً بمثابة حل وسط، كبيرة بما يكفي لإرضاء الأعضاء الأكثر اندفاعاً، وصغيرة بما يكفي لتجنب انهيار الأسعار.

التوقعات الفنية وعلى المدى القصير

من الناحية الفنية، أصبح خام برنت محصوراً الآن في نطاق 63–68 دولاراً للبرميل.

• كسر مستوى 63 دولاراً قد يدفع الأسعار نحو 60 دولاراً، مختبراً دعماً نفسياً رئيسياً.
• التحرك فوق 68 دولاراً سيتطلب تحسناً واضحاً في بيانات الطلب أو مؤشرات على توقف أوبك+ عن توسيع الإنتاج.

في الوقت الحالي، من المرجح أن يبقى السوق محصوراً ضمن النطاق بينما يوازن المتداولون بين نبرة أوبك+ الحذرة وضعف الاقتصاد المستمر.

ما الذي يجب مراقبته

مع تجاوز قرار أوبك+، تتحول الأنظار إلى:

• تقارير مخزونات الخام الأميركية، لرصد إشارات مبكرة على تعافي الطلب.
• البيانات التجارية القادمة من الصين، والتي قد تؤكد ما إذا كان أكبر مستورد عالمي في طور الاستقرار.
• التقرير الشهري لسوق النفط من أوبك، المتوقع صدوره الأسبوع المقبل مع مراجعة تقديرات الطلب بشكل طفيف نحو الانخفاض.

ما لم يظهر تحسن في الاستهلاك العالمي أو تلمح أوبك+ إلى وقف الزيادات المستقبلية، يتوقع المحللون أن يتداول النفط قرب 60 – 65 دولاراً حتى منتصف أكتوبر.